تونس 21 فيفرى 2011 (وات) - بعد أكثر من عقدين من الزمن عادت العديد من الصحف والمجلات والدوريات الاجنبية لتباع مجددا في /الاكشاك/ ونقاط البيع في تونس العاصمة وبقية المدن بفضل ثورة 14 جانفي2011 .
ومعلوم أن التونسيين بمختلف فئاتهم الاجتماعية وحساسياتهم الفكرية والسياسية تربطهم علاقة تكاد تكون حميمية ببعض العناوين الشهيرة مثل لوموند الفرنسية و القدس العربي اللندنية التي يرأس تحريرها الاعلامي الفلسطيني الكبير عبد البارى عطوان اضافة الى مجلات ودوريات مختصة وذات طابع فكرى واكاديمي .
وفي لقاء لمراسل / وات/ مع صاحب أحد هذه الاكشاك ويدعى عمر / اصيل الجنوب الشرقي / قال انه يمارس هذا النشاط منذ ثلاثين سنة وورثه عن اجداده وقبل أن يجيب عن سؤال حول رأيه في عودة الصحف الاجنبية الى تونس بعد الثورة وكيف تفاعل معها القراء والحرفاء استهل حديثه بالاشارة الى أن قطاع بيع الصحف قد عرف حالة من الفوضي في عهد بن علي حيث تم اجبار أصحاب المهنة الاصليين على الرحيل وتم في المقابل تسليم رخص الانتصاب الى أنفار من الموالين للسلطة والمتعاملين مع أجهزتها الامنية.
وأضاف نأمل أن يعود الوضع الى حالته الطبيعية سواء من حيث التنظيم أو النشاط وقال بخصوص عودة الصحف والمجلات الدولية وخاصة الفرنسية والعربية// لاحظنا بداية حركية أو صحوة في معاملاتنا التجارية كما عاد الى أكشاكنا حرفاء افتقدناهم مدة طويلة وكانت تربطنا بهم علاقة تتجاوز البيع والشراء الى النقاش حول مضامين الصحف الباريسية واللندنية وموقفها من الشأن السياسي التونسي// .
وأوضح حريف يدعي عبد الباقي وهو جامعي مختص في الرياضيات ولكنه مع ذلك مدمن على الصحف أنه// يفضل قراءة الصحف الاجنبية على التونسية// وأرجع ذلك الى //عدم ثقته في الماضي في الاعلام التونسي// الذى كان // في قطيعة مع ما يجرى في المجتمع وهذا ما جعل العديد من التونسيين يتابعون اخبار بلادهم عبر الصحف الاجنبية ومن خلال الفضائيات أو على شبكة الانترنات //.
وفي ذات السياق اشار عبد الباقي الى أنه وبرغم وجود مواقع على الانترنات للصحف العالمية وخاصة الفرنسية والعربية فانه يفضل قراءة محتواها على النسخة الورقية //فهي أكثر حميمية// على حد تعبيره .
وفسر الطالب محمد ادريسي ظاهرة منع النظام السابق لدخول الصحف الاجنبية ومراقبة الانترنات بخوف نظام الرئيس المخلوع من الاعلام بصفته الاداة الاساسية القادرة على فضح الديكتاتورية والاستبداد السياسي الذى تردت فيه تونس وأدى الى حالة من الفساد غير مسبوقة يكتشف التونسيون الان أطوارها بالكثير من الدهشة والذهول من بينها ما اصبح يعرف ب خزائن قصر سيدى بوسعيد أو مغارة علي بابا على حد تعبير التونسيين.
كما أرجع البعض من الذين التقاهم مراسل / وات/ في محلات بيع الصحف تفاعلهم و ابتهاجهم بعودة المطبوعات والمنشورات الاجنبية الى أن //الاعلام الوطني وبرغم مرور شهر على الثورة فانه لم يرتق حسب رايهم الى حاجة المجتمع التونسي الى اعلام مهني وحر ويعبر عن مشاغل الناس//.
وفي هذا الاتجاه ذكر الشاب رياض ان //رفض المعتصمين الان في ساحة القصبة التحدث الى الاعلام المحلي يعبر عن موقف وعلى المسؤولين عن هذا القطاع فهم الرسالة//.