Ads by Smowtion

12/04/2011

خاص : مع الليبين الهاربين من نارالحرب خلال تسللهم الى تونس


يتواصل تدفق المواطنين الليبين الى تونس من منافذ متعددة  قريبة من ذهيبة بسبب استحالة دخولهم عبر البوابة الرسمية بين البلدين بما ان هذا المنفذ في جانبه الليبي  تسيطر عليه قوات القذافي و ان كل الوافدين هم من الليبين الفارين من مناطق غير موالية للنظام الليبي مثل يفرن و  القلعة و ككلى و نالوت. و قد اكد لنا عدد من الليبين الذين كانوا وصلوا صبيحة الاثنين الى التراب التونسي ان الرحلة كانت رحلة رعب و فزع لمجموعة  اغلبها من الاطفال و الشيوخ و النساء في مسالك صعبة على مدى 10 ساعات بسبب اضطرارهم تفادي مواقع تابعة لكتائب القذافي
.
الليبيون اكدوا ان لحظة رؤيتهم لقوات الجيش التونسي بين الجبال هي لحظة الاطمئنان و الفرحة بالنجاة و البقاء على قيد الحياة اذ ان ذلك دليل قاطع لهم على انهم اصبحوا بمنأى عن فتك القوات الليبية بهم.
و قد  لاحظنا على عين المكان ان قوات الجيش التونسي كانت تطلب من كل الليبين الداخلين من مناطق  غير شرعية التحول الى منفذ ذهيبة الحدودي في جانبه التونسي للقيام بالاجراءات القمرقية اللازمة حتى يكون اجتباز الحدود الى تونس قانونيا و شرعيا و يحصل كل هذا  على مرمى حجر من قوات الأمن الموالية للقذافي هناك على الجانب الليبي من المنفذ حيث كانت الراية الخضراء ترفرف بصفة لافتة فيما تحرص قوات الامن التونسية على تفادي اي احتكاك بين الجانبين و منع اللاجئين من اظهار   علم الاستقلال في ذلك المكان بالذات.
على بعد 2 كلم شمال المنفذ اي وسط مدينة ذهيبة تم تركيز مخيم يضم حوالي 500 ليبي اغلبهم اطفال و نساء و مسنين و رغم الجهود التي يبذلها بعض اهالي ذهيبة فان ظروف الاقامة  تبقى دون المتوسط في غياب المرافق الصحية و خاصة بيوت الراحة و الاستحمام.
في المستشفى متواضع الامكانات يقيم عدد من جرحى الحرب من الثوار حالة اغلبهم خطيرة و قد توفي منهم شاب يوم الاحد متاثرا بجراحه. غير بعيد من هناك تجري اشغال حثيثة يشرف عليها الهلال الاحمر الاماراتي لتركيز مخيم من الطراز الفاخر خيامه شبه مكيفة بفضل تقنية في مكوناته البلاستيكية العازلة للحرارة و اكد لنا الاماراتيون انه سيكون مجهزا بكل المرافق الصحية و يتسع لحوالي  1000 شخص.
في الاثناء و على امتداد ساعات النهار لاحظنا تواترا  متزايدا في عدد السيارات الليبية التي نجحت في عبور المناطق الخطرة و الوصول الى التراب التونسي محملة باعداد كبيرة من الليبين و قد خير اغلبهم التحول الى تطاوين نظرا لعدم و جود شغورات في اماكن الاقامة في ذهيبة.
احد المسؤولين الليبيبن  وهو من الثوار اكد "للعطوف" انه ان قصف القذافي نالوت الواقعة على بعد 50 كلم من ذهيبة فان موجة كبيرة من اللاجئين ستهرب الى تونس و هو ما يمثل ناقوس خطر  مناشدا كل الهياكل الدولية ان تستعد لذلك لتفادي كارثة انسانية . و قال ايضا انا أخبارا وصلته للتو تفيد ان قوات القذافي تحاصر مدينة القلعة ذات ال 7 الاف نسمة و مدينة يفرن ذات 12 الف نسمة و ان سكان المدينتين يعيشون ماساة حقيقية بسبب نقص الغذاء و الدواء و كثافة القصف.
بين كل هذه التطورات كانت مجموعة من الأطفال الليبيين ابرز طرف في هذه المأساة يحاولون استراق لحظات من اللهو افتقدوها هناك في بيتهم الذي قصف و في مدرستهم التي  اغلقت ابوبها تحدثنا معهم فوجهوا رسالة الى العقيد  القائد :نحن نريد الحرية فلترحل...